مفهوم العولمة

0

 

 

 

                                                                                                           الزمان والمكان في طور الانهيار ، فأفكارنا القديمة عن المكان الجغرافي والتاريخ الزمني تنسفها الان سرعة الاتصالات الحديثة ووسائل الاعلام ، ونشهد اليوم ، أكثر من أي وقت مضى ، بروزثقافة ، تتشابه فيها المناطق المدنية جميعا . وتجمع عالمنا المعاصر ثقافة مشتركة ينبثق معظمها من هوليود .

جون بيليس وستيف سميث، 2004

 

لقد شغل مفهوم العولمة حيزاً واسعاً في المناقشات الفكرية والجدل السياسيّ مع بداية ثمانينات القرن العشرين، وتركز جلّ هذا الجدل في أوساط علماء السياسة الدولية وإن دخل حيز هذا الجدل منظرون، وعلماء، ورجال سياسة، وصحفيون من شتى المشارب والمذاهب, تختلف آراؤهم وتتباين ، فمنهم من يرى العولمة: أنها تحويل للشكل التقليديّ للدولة، وآخرون يرون عكس ذلك، وفريق ثالث يرى: أنها ظاهرة ما زالت غير واضحة المعالم، من حيث تحديد المفهوم، أو من حيث اختبارها على أرض الواقع، وأنها لا تعدو أن تكون ديناميكية جديدة دخلت دائرة السياسة والعلاقات الدولية .

لكن الأمر الثابت هو أن العولمة بنت نشاطاً وحراكاً تحكمه قواعد، ونظم، وأطر واضحة ضمن النظام العالميّ لم تكن مدركة قبل القرن العشرين، وهذه الأطر ترتكز على التشابك والتعقيد، ونسيج من الشبكات المتعددة.

ولأنه في ظل العولمة لا يمكن فهم الأحداث الجارية في العالم المعاصر إلا من خلال الأنظمة المعقدة التي تشمل الحكومات، والشركات، والمنظمات الدولية، والمجموعات غير الشرعية والإرهابية؛ ولأن الدول والحكومات تفقد سيادتها عندما تتعرض لهجوم الإرهابيين، أو التهديد باستهداف تلك الدول سواء على مستوى مواطنيها، أو مصالحها، تغدو مسألة “محاولة ” دراسة العولمة وأثرها على الإرهاب العالميّ محاولة مفيدة لفهم عالم العلاقات الدولية المعاصرة، وتحليل العلاقات بين الحكومات، والدول، والمنظمات، والشبكات الإرهابية باعتبارها أطرافأ فاعلة في العولمة.

لذلك يمكن القول: إن العولمة والإرهاب، باتا يشكلان معاً أهم خطوط التصدع العالمية، وطرفي معادلة القوى المتغيرة التي كانت شعاراً للمنتدى الاقتصاديّ العالميّ في دافوس في الفترة بين 24 – 28 كانون الثاني/ يناير 2007، وهذه المعادلة التي تقوم بشقيها على: نظرة التشاؤم لنصف سكان الكرة الأرضية لمجمل مسيرة العولمة من ناحية، ومن ناحية أخرى افتقاد الأمن والسلام العالميين.

وقد أظهرت دراسة أجراها المنتدى الاقتصاديّ العالميّ في دافوس شملت (1,5) مليار شخص من (60) دولة ـ امتدت من النرويج التي تعدّ من أكثر الدول عولمة في العالم، إلى نيجيريا، في أواخر عام 2006 ـ أن 48% من سكان الكرة الأرضية يتوقعون مستقبلاً حالك الظلام للأجيال المقبلة، ولا يتوقعون أن يعيش أطفالهم في أوضاع أكثر هناءً، أو في مستوى الرفاه الحاليّ نفسه الذي تتمتع به بعض الدول، وكان اللافت للنظر أن أكثر درجات التشاؤم والخوف وفقدان الأمن والسلام برزت في دول أوروبا الغربية، حيث قال 68% من العينة الأوروبية أن الجيل المقبل سيعاني من عالم يفتقد الأمن والسلام([1]).

[1]. صحيفة الدستور الأردنية، ” تقرير عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس كانون الثاني/ يناير”، 2007 ، ص 12.


About Author

Saud Al-Sharafat ,Phd https://orcid.org/0000-0003-3748-9359 Dr. Al-Sharafat is a Brigadier-General (Ret), Jordanian General Intelligence Directorate (GID). Member of the National Policy Council (NPC), Jordan, 2012-2015. The founder and director of the Shorufat Center for Globalization and Terrorism Studies, Amman. His research interests focus on globalization, terrorism, Intelligence Analysis, Securitization, and Jordanian affairs. Among his publications: Haris al-nahir: istoriography al-irhab fi al-Urdunn khelall 1921-2020} {Arabic} {The River Guardian: the historiography of terrorism in Jordan during 1921-2020}, Ministry of Culture, Jordan, www.culture.gov.jo (2021). Jordan, (chapter)in the Handbook of Terrorism in the Middle East, Insurgency and Terrorism Series, Gunaratna, R. (Ed.), World Scientific Publishing, August 2022, 47-63 https://doi.org/10.1142/9789811256882_0003. Chapter” Securitization of the Coronavirus Crisis in Jordan, “Aslam, M.M., & Gunaratna, R. (Eds.). (2022). COVID-19 in South, West, and Southeast Asia: Risk and Response in the Early Phase (1st ed.). Routledge. https://doi.org/10.4324/9781003291909

Leave A Reply