العولمة والإرهاب

0

دراج والشلبي يناقشان “العولمة والإرهاب” لسعود الشرفات

عزيزة علي

عمان- استعرض أكاديميان، أبرز ما جاء في كتاب د. سعود الشرفات “العولمة والإرهاب، عالم مسطح أم وديان عميقة”، الذي يعرض التأثير المتبادل بين العولمة والإرهاب، ومتغير التكنولوجيا التي اتسعت معه آليات العولمة، والتي تنطوي أيضا على اتساع الآليات المنظمة لعمل المنظمات الإرهابية.  ويكشف الكتاب أيضا عن جدلية الظواهر في حراك المجتمع الدولي، من حيث أن القوى التي تسعى لتطوير آليات العولمة هي ذاتها الأكثر تضرراً من الإرهاب.
ورأى المشاركون في الندوة التي أقيمت في دارة الفنون، أول من أمس، وشارك فيها د. فيصل دراج، ود. جمال الشلبي، أن المؤلف يسعى للكشف عن التأثير المتبادل بين العولمة والإرهاب، كما أن المؤلف يتوقف أمام “التعولم الفقير” الذي يجعل من بعض الدول الفقيرة سياسياً، فضاء لاستقبال النفايات الضارة، واستنطاق “الإرهابيين بشكل فعال”.
د. فيصل دراج رأى أن العولمة الجديدة قامت على الثورة المعلوماتية التي تلغي الزمان والمسافة، وهي محصلة لجملة ثورات سبقتها، بدأت بالثورة العلمية والصناعية في القرن الثامن عشر، وتلتها الثورة العلمية ـ التقنية في النصف الأول من القرن العشرين، عصر المعرفة العلمية بامتياز.
وأضاف دراج أن د. الشرفات يتوقف في كتابه أمام “التعولم الفقير”، الذي يجعل من بعض الدول الفقيرة سياسياً، مكاناً لاستقبال النفايات الضارة، أو مكاناً لاستنطاق “الإرهابيين بشكل فعال”، كما لو كان حظ هذه الدول من العولمة منحصراً في “خدمات استخباراتية”، بعيداً عن “مجتمعات المعرفة” التي تحتكر القرارين السياسي والاقتصادي معاً.
وتحدث دراج عن وجوه أخرى للعولمة في كتاب الشرفات، لافتا إلى أن العولمة قائمة منذ قرون، وإن أخذت في طورها الأخير صفة “العولمة الجديدة”، وأن الإرهاب بدوره قائم منذ قرون أيضا، وإن أخذ في زمن العولمة صفة “الإرهاب المعَولم”. فقد عالج د. الشرفات هذين الموضوعين اللذين يحظيان براهنية متجددة.
وبين دراج أن المؤلف ناقش الموضوعين من خلال “العولمة والإرهاب”، راصداً العلاقة الموضوعية بين الطرفين، وأضاف إليه عنواناً ثانوياً “تفسيرياً”: “عالم مسطح أم وديان عميقة؟”، في إشارة إلى عولمة لها خفاياها الكثيرة.
ورأى دراج أن العولمة سيرورة، لكنها سيرورة مليئة بالتناقضات التي أنتجت وتنتج عولمة “الديمقراطية”، وعولمة الإرهاب، وعولمة الفقر، وعولمة الغنى، وعولمة المعرفة، وعولمة الجهل،… مشيرا إلى أن هذه التناقضات تسير إلى حيث يشاء لها التاريخ أن تسير، قبل بذلك “سادة العولمة”، أو لم يقبلوا بها.
وأشار إلى أن العولمة القائمة هي عولمة الأقوى سياسيا وثقافيا واقتصاديا، مؤكدا على أن العولمة تقوم على نشر ثقافة أحادية، باسم “ثقافة العولمة”، لافتا إلى أن هيمنة اللغة على لغة أخرى هي نتاج اقتصاد أقوى، كما هو الحال مع اللغة الانجليزية التي يتحدث بها أغلب شباب العالم العربي الآن.
وخلص دراج إلى أن الباحث يقدم أطروحتين تتصالحان ولا تتصالحان في آن، وأنه أكد في مستوى أول أن صعود الإرهاب مرتبط بصعود العولمة، وفي مستوى ثانٍ “أن ما على العالم إلا المزيد من العولمة، إذا أراد أن يكافح الإرهاب”. والسؤال هو: ما هي الشروط التي تسمح بعولمة جديدة تساوي بين البشر؟ من أين تأتي عولمة العلم والثقافة والتكنولوجيا؟
من جانبه رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الهاشمية د. جمال الشلبي أن نتائج بحث الشرفات تؤكد أن ظاهرة الإرهاب تستهدف المدنيين، وأن ذلك يثبت صحة معظم تعريفات الإرهاب التي ذكرها الباحث في دراسته، ويثبت كذلك التعريف الإجرائي لظاهرة الإرهاب.
ويبرز الكتاب، يقول الشلبي، الأهداف العسكرية والأمنية، ومؤسسات الدولة، والسلك الدبلوماسي التي تأتي في المرتبة الثانية، مشيرا إلى أن المصالح الاقتصادية الأميركية هي الأكثر استهدافا للعمليات الإرهابية في مجموعة العمليات التي تستهدف الأميركان ومصالحهم بشكل عام، حيث تشكل الولايات المتحدة الأميركية إحدى القوى المركزية للعولمة، ويعني ذلك أن توجيه الإرهاب لها ولمصالحها يؤكد العلاقة بين الظاهرتين.
وقال الشلبي “إن النتيجة المهمة التي يقدمها المؤلف هي أن هناك علاقة طردية- إيجابية، وأثرا متبادلا بين العولمة والإرهاب”، وهذا يعني أن الزيادة في ظاهرة العولمة تؤدي إلى زيادة الإرهاب، ولكن ليس بالضرورة بالمقدار نفسه، وكذلك النقصان في ظاهرة العولمة يؤدي إلى النقصان في ظاهرة الإرهاب، ولكن ليس بالضرورة بالمقدار نفسه”.
وأضاف الشلبي “يصل المؤلف إلى النتيجة الأخيرة وهي أن مؤشرات العولمة كافة قد أثرت طردا على ظاهرة الإرهاب”، مبينا أن “مؤشر الترابط التكنولوجي كان له الدور الحاسم في تسارع الظاهرتين: العولمة والإرهاب”.  وقد نجحت العولمة في تنفيذ كثير من الأهداف في العالم، والاستمرار في نشر الترويع والخوف من استخدام أسلحة الدمار الشامل، كالأسلحة البيولوجية، واستخدام الإرهاب الإلكتروني، وإرهاب الشبكات.

Powered by: joos.co
© جميع حقوق النشر محفوظة لجريدة الغد 2015
تم نشره في الخميس 28 شباط / فبراير 2013. 03:00 صباحاً

About Author

Saud Al-Sharafat ,Phd https://orcid.org/0000-0003-3748-9359 Dr. Al-Sharafat is a Brigadier-General (Ret), Jordanian General Intelligence Directorate (GID). Member of the National Policy Council (NPC), Jordan, 2012-2015. The founder and director of the Shorufat Center for Globalization and Terrorism Studies, Amman. His research interests focus on globalization, terrorism, Intelligence Analysis, Securitization, and Jordanian affairs. Among his publications: Haris al-nahir: istoriography al-irhab fi al-Urdunn khelall 1921-2020} {Arabic} {The River Guardian: the historiography of terrorism in Jordan during 1921-2020}, Ministry of Culture, Jordan, www.culture.gov.jo (2021). Jordan, (chapter)in the Handbook of Terrorism in the Middle East, Insurgency and Terrorism Series, Gunaratna, R. (Ed.), World Scientific Publishing, August 2022, 47-63 https://doi.org/10.1142/9789811256882_0003. Chapter” Securitization of the Coronavirus Crisis in Jordan, “Aslam, M.M., & Gunaratna, R. (Eds.). (2022). COVID-19 in South, West, and Southeast Asia: Risk and Response in the Early Phase (1st ed.). Routledge. https://doi.org/10.4324/9781003291909

Leave A Reply