الخرافات العشر حول إرهاب “الذئاب المنفردة”

0

الدكتور سعود الشرفات/ مدير مركز شُرُفات لدراسات وبحوث العولمة والارهاب .عمان-الأردن 

Saud_shar@yahoo.com

info@shorufatcenter.com  

https://twitter.com/SharafatSaud

 

 

هل الذئاب المنفردة خرافة أم حقيقة [1]

مدخل تاريخي

يعود أول استخدام معاصر لهذا المصطلح إلى العام 1990، إذ كان أول من  ابتدعه واستخدمه، الأمريكي توماس لينتون ميتزيغر، زعيم الجماعة العنصرية المتطرفة المعروفة في أمريكا باسم “جماعة المقاومة الآرية البيضاء “في ولاية أنديانا (التي تعتبر جزء من جماعة  “تفوّق الأمة الآرية البيضاء”)، وهي من جماعات النازية الجديدة، ولها ارتباطات مع جماعة “كو كلوكس كلان” المتطرفة، والتي تنادي أيضا بتفوق الجنس الآري، وتعادي السود واليهود والمسلمين والأقليات، كما تعارض الهجرة وترفض دفع الضرائب للحكومة المركزية. وتُصنف في أدبيات الإرهاب الأمريكية تحت مصطلح فضفاض هو “اليمين المتطرف”.

وكان ميتزيغر  قد نشر على صفحته الشخصية دعوة الى حمل السلاح بعنوان ” قوانين للذئاب المنفردة”([2])”ودعا  مريديه إلى العمل كمحاربين بشكل فردي، وبسرية تامة، تجنبا لمراقبة الأجهزة الأمنية، ومكتب التحقيقات الفيدرالية المختص بالإرهاب الداخلي في أمريكا ضد الأهداف الحكومية وغيرها  ولذلك، فقد وصف مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي الأعمال التي نفذها أفراد من تلك الجماعة منذ بداية العام 1990حتى 1998 باسم “عمليات الذئب المنفرد”([3])*، خاصة تلك العمليات التي ارتبطت باسم أحد أهم أتباع ميتزيغر  واليمين المتطرف وهو  ألكساندر جيمس كورتيس الذي تمت ملاحقته من السلطات الأميركية حتى محاكمته عام 2000م ([4]).

وهناك بعض الكتابات تعود بالتاريخ الى 1925م كبداية لظهور المصطلح وكان مرتبطاً بالجريمة ، وليس بالإرهاب تحديداً آنذاك ؛ حسب مقالة ظهرت في صحيفة النيويورك تايمز نيسان 1925م.

وتطور  استخدام المصطلح في أحضان اليمين المتطرف في أمريكا. ففي عام  1983م قام لويس بيم القيادي المهم في اليمين المسيحي المتطرف وعضو جماعة الكلان و المقاومة الآرية البيضاء ، وله تأثير كبير على اليمين المتطرف في الفترة التي أعقبت حرب فيتنام حتى الآن ؛ بنشر ما يمكن أن نطلق عليه (مانفستو)”المقاومة بلا قيادة” حيث كان يقول لأتباعه  “بأن مجموعة صغيرة ؛أو فرد يمكن أن يواجه أقوى حكومة على وجه الأرض ( [5]).

ثم؛ ومنذ أواخر التسعينات؛ أخذ استخدام المصطلح في الانتشار أكثر خاصة في الصحافة ووسائل الإعلام الأمريكية المشهورة. فعلى سبيل المثال نشرت صحيفة النيويورك تايمز (في 16آب 1999م) أي بعد عام من نشر معلومات مكتب التحقيقات الفيدرالية “عمليات الذئب المنفرد ” مقالة مهمة  بعنوان (الوجه الجديد لجرائم الإرهاب “الذئاب المنفردة “يتغذى على الكراهية) ومنذ ذلك التاريخ لوحظ بأن استخدام المصطلح تحرك ورحل من دائرة  استخدام جماعات اليمين المتطرف ومكتب التحقيقات الفيدرالية الذي يتابعها ، الى الاستخدام الأوسع في وسائل الإعلام والنشر والبحث ([6]).

ويحاجج مارك هام ،و رامون سباج بأنه ولتدليل على أن حقل دراسات الذئاب المنفردة لم يكن يلقى الاهتمام يقول “بانه من اصل 1649 تقريرا منشوراً حول الإرهاب جمعتها هيئة خدمة البحث في الكونجرس الأمريكي قبل 2015م ، كان هناك 10 تقارير فقط عن موضوع إرهاب الذئاب المنفردة ، وشكيا من أن مكتب التحقيقات الفيدرالية المتخصص بمتابعة الذئاب المنفردة لا ينشر تقاريره للجمهور أو يعلن عنها ([7]).

وحتى نعطي مثال على انتشار استخدام المصطلح نشير الى انه ما بين الأعوام 2009- 2012 ظهر مصطلح الذئب المنفرد في (300) مقالة سنويا ًفي وكالات النشر الإنجليزية المهمة ، ثم بعد هجمات لندن 2017م تجاوز ظهوره مجموع السنوات السابقة حتى وصل الى( 1000) مرة حسب إحصائيات محرك الاقتباسات العلمية الشهير (لوكس نكيس)([8]).وهناك الكثير من  الكتب والمقالات والتقارير الرسمية ، وجلسات المناقشة والاستماع ، ورسائل الماجستير والدكتوراه خاصة الأمريكية حول المصطلح الآن( [9]).

فعلى سبيل المثال ؛ أن عملية بحث واحدة  الآن على محرك البحث العملاق “جوجل” للبحث عن عنوان “داعش وإرهاب الذئاب المنفردة ” باللغة الإنجليزية يعرض لنا( 166000) نتيجة (حتى الساعة السادسة مساء بتوقيت الأردن 25اذار 2018م) .أما إذا بحثنا عن نفس العنوان باللغة العربية فأن عدد نتائج البحث هو (15200) نتيجة .

ويدّعي عدد من الباحثين والخبراء الغربيين المعاصرين، إن هذه الظاهرة من الإرهاب أخذت زخمها في الحقبة الحالية من العولمة، بعد موجة التطرف والإرهاب ذي الصبغة الإسلاموية خاصة في الغرب، وأنه تم التوسع في استخدام المصطلح بشكل فضفاض وغير دقيق وقريب من الرومانسية([10]).

وتعتبر دراسات البرفسور الأمريكي مارك هام وزميله عالم الاجتماع الأسترالي رامون سباج(المدعومة من وزارة العدل الأمريكية ) التي تناولت 200 من عمليات الذئب المنفرد في أمريكا منذ عام 1940 حتى 2016م([11])  أفضل ما كتب حول ظاهرة الذئب المنفرد – حسب اعتقادي – وتشكل إضافة نوعية لدراسة الظاهرة، سواء في أمريكا أو غيرها خاصة في المجال الامبريقي والسلوكي للذئاب المنفردة ([12]).

– واقع الظاهرة المعاصر

تعتبر ظاهرة “الذئاب المنفردة” حاليا ً ظاهرة متخطية للإيديولوجيات والأديان؛ بعد أن كانت اتجاه فرعياً في ظاهرة الإرهاب بشكل عام منذ العقد الماضي. وهي مرتبطة وعلى علاقة مباشرة وقوية بسيرورة العولمة وآلياتها التكنولوجية والثقافية . ولقد تحولت لتصبح ظاهرة قارة وخطيرة جداً ، خاصة بعد ظهور تنظيم القاعدة والاهتمام العالمي بظاهرة إرهاب وتوحش تنظيم داعش  بعد 2014م.

و إنتشرت الظاهرة في حقبة العولمة المعاصرة لأنه  بات من المعروف و المؤكد أن تنظيم القاعدة ومنذ عام 2011م ؛ ثم تنظيم داعش مستخدماً سيرورة العولمة وآلياتها التكنولوجية قد حفّزَّ ودعا الى حرب مفتوحة  على كافة الأعداء دون انتظار التوجيه أو الأوامر  من القيادة ،حتى وأن لم يطلق على العمليات التي نسبت له أو نسبها لنفسه اسم الذئب المنفرد .

ويرى بعض الباحثين أن ظاهرة إرهاب الذئاب المنفردة يشكل “الموجة الخامسة” من ظاهرة الإرهاب العالمية؛ أو “العدو المرعب رقم واحد” في العالم ([13]).

لقد سبق  لمنظر دراسات الإرهاب البرفسور الأمريكي الشهير ديفيد تشارلز  رابوبورت([14]) صاحب “نظرية الموجات الأربع للإرهاب” (وبما يذكر بنظرية الموجات أو الدورات للاقتصادي السوفييتي نيكولاي كوندراتييف الذي أثارها سنة 1926 من خلال كتابه المعروف “الدورات الاقتصادية الرئيسية”)  أن ذكر بأن ظاهرة الإرهاب شهدت منذ عام 1880م أربع  مراحل (وكل مرحلة تستمر لمدة حوالي  40 سنة) وهي : 1- الفوضوية ،2-مقاومة الاستعمار 3-اليمين الجديد 4- الإرهاب الاسلاموي ، الذي كان يعتقد بأنه بدأ عام 1979م ، ما يعني أن الموجة الخامسة  قد تبدأ عام 2019م([15]).

وقد أثار  هذا التوصيف جدلاً بين الباحثين الغربين  حول شكل وطبيعة هذه الموجه . حيث يرى البعض مثل أنطوني كالسو (Anthony Celso)  أن تنظيم داعش وبوكو حرام يمثل الموجة الخامسة ([16]). بينما يرى بعض الباحثين (مثل جيفري سيمون وجيرالد بوست) بأن “الذئاب المنفردة” يمثل إرهاب الموجة الخامسة ، مستفيداً من آليات العولمة التكنولوجية وخاصة شبكة الأنترنت([17]).

ورغم هذا الجدل ، يمكن للباحث في الظاهرة أن يلاحظ أنه حتى قبل هجمات 11ايلول 2001م ضد أمريكا،  كان هذا النوع من الإرهاب يعتبر من الموضوعات التي لم تلقّ اهتماما كبيراً من قبل الأجهزة الأمنية والاستخبارية في العالم ،حيث كان اهتمام هذه الأجهزة يتركز على متابعة ومراقبة الجماعات الإرهابية المعروفة ؛ وان كانت نشاطات وتحركات بعض مصادر إنتاج  الذئاب المنفردة – تحديدا في أمريكا –من جماعات اليمين المسيحي المتطرف والمليشيا المسلحة تحظى بمراقبة شديدة من  الأجهزة الأمنية وخاصة مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي منذ وقت مبكر  . وكانت اكبر وأخطر العمليات في أمريكا وفي تاريخ هذه الظاهرة عملية الذئب المنفرد تيموثي مكفي (19-أذار-1995م) التي قتل فيها 168 وجرح 680 شخصاً.

أعقبَ هجمات 11 أيلول 2001م والرد واسع النطاق والقوة الغاشمة في الحرب الأمريكية ضد الإرهاب التي انتهت بسقوط طالبان في أفغانستان واحتلال العراق 2003م والتعاون الدولي الواسع ضد الإرهاب انخفاض  كبير في العمليات الإرهابية التي تنفذها الأطراف الفاعلة من غير الدول مثل  الجماعات الإرهابية المعروفة مثل القاعدة آنذاك. لكن هذا الوضع لم يستمر طويلاً.

ذلك أنه وفي  22- تموز -2011م أفاق العالم على اهم وأخطر عمليات الذئب المنفرد  وهذه المرة في النرويج البلد الوادع وجنة اللاجئين في العالم حينما أقدم اليميني  المتطرف  أندريس بهرنغ بريفيك ، والمرتبط مع جماعات أوروبية متطرفة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي كجماعة ” رابطة الدفاع الإنجليزية ، على قتل 77 وجرح 319 شخصاً بدوافع عنصرية مختلفة “([18]) .

ونلاحظ خلال هذه الفترة أن هذا النوع من الإرهاب كان يأخذ طابع الإرهاب القومي المسيحي المتطرف ، ثم استمر مسلسل هذا التوحش حتى وصل نقطة الانعطافة المهمة مع بروز إرهاب تنظيم داعش بداية من عام 2014م، حتى وأن كانت هناك بعض العمليات التي تنسب الى تنظيم القاعدة قبل ذلك  التاريخ مثل عملية نضال مالك حسن، الرائد في الجيش الأمريكي في قاعدة فورد هود تكساس العام 2009، وقتل فيها 13، وجرح 32 آخرين، قبل أن يأتي الإرهابي من أصول أفغانية عمر متين المرتبط بتنظيم  داعش ويقتل 49 وجرح 53 شخصا في نادي ليلي للمثليين في أورلاندو بتاريخ 12-ايار2016م ، والتي تصنف كأهم عمليات الذئب المنفرد في التاريخ الأمريكي حتى الآن.

تشير البيانات “الكمية” الإمبيريقية  المتوفرة الى أن العدد الكلي للذئاب المنفردة حسب دراسة (رامون سباج ,2012) بلغ 88 ذئباً منفرد في 15 دولة  أوروبية أمريكا خلال الفترة 1968-2010م نفذوا ما مجموعة 198 هجوماً.  وأن معدل العمليات كان 5عمليات إرهابية سنوياً.

وأن نسبة إرهاب الذئاب المنفردة هي نسبة ضئيلة مقارنة بالعدد الإجمالي لعدد العمليات الإرهابية الإجمالي خلال الفترة 1968-2010م، حيث بلغت 1,8 % من المجموع الكلي للعمليات الإرهابية ، نفذ منها اليمين المتطرف والأمة الآرية ما نسبته 17%، والإسلاميين 15%، وجماعات القضايا المحددة( معارضة الإجهاض) 8%، والقوميين 7% ([19]).

وحسب مؤشر الإرهاب العالمي الذي يصدره سنوياً “معهد الاقتصاد والسلام-في سيدني ” في الفترة بين 2008-  2017م  تبين أن دول مجموعة “منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية” التي تضم 34 دولة (باستثناء إسرائيل وتركيا من الإحصائية ) تعرضت لما مجموعة  250 عملية إرهابيه قام بها الذئاب المنفردة (المؤشر يستخدم مصطلح طرف منفرد بدلا من ذئب منفرد)[20] .

وتشير بيانات المعهد أن دول المنظمة شهدت اتجاه تصاعدياً  بزيادة عمليات الذئاب المنفردة خلال العقد الماضي لكنهه يختلف من دولة الى أخرى ،  فبينما كان عدد العمليات عام 2008م عملية واحدة فقط ؛ قفز العدد ليبلغ 58 عملية خلال النصف الأول من عام 2017م

ويتزايد عدد عمليات الذئاب المنفردة بشكل مطرد منذ ثلاث عقود في أمريكا، وينتشر فيها بنسبة أكبر من غيرها من الدول في أوروبا وأستراليا ([21]). وأعتقد أن السبب عائد الى كونها معقل اليمين الديني والقومي المتطرف والذي عاد لينتشر في أنحاء أوروبا مع انتشار موجة الاسلاموفوبيا والشعبوية القومية المتطرفة .

وكانت أمريكا الدولة الأكثر تعرضا للعمليات ب81 عملية أي ما نسبت 32% من عدد العمليات التي شهدتها دول منظمة التعاون مخلفة ما مجموعة 177 وفاة، بزيادة مقدارها 79 وفاة عن إحصائية عام2006- 2016م البالغة 156 حالة وفاة.

وجاءت بريطانيا في المرتبة الثانية بــ47 عملية ، خلفت 69 وفاة  . وأن هناك 5 دول شهدت أكثر من 10 عمليات خلال العقد الماضي وهي على الترتيب : أمريكا ، بريطانيا ،فرنسا ، المانيا ، وبلجيكا.([22]) .

– خرافة أم حقيقة ؟

أعتقد بأن الظاهرة بشكل ٍعام لم تعد خرافة. لا بل أصبحت واقعاً؛ و حقلا ً جديداً في دراسة ظاهرة الإرهاب، لكن سلوك الفاعلين فيها تعتريه الخرافة…كيف ؟

حسب ما أعتقد ؛ هناك عشر خرفات تنفيها ؛ أو تشكك بها الدراسات الإمبيريقية (سأشير اليها بالتفصيل ما أمكن لاحقاً) ،حول سلوك الفاعلين في هذه الظاهرة بشكل ٍ عام ،و إرهاب الذئاب المنفردة الإسلاموية والمرتبطة بتنظيم القاعدة بشكلٍ خاص . وهي :

1- خرافة أن الذئاب المنفردة يعانون من الأمراض النفسية.

2- خرافة  أن غالبية الذئاب المنفردة عاطلون عن العمل؛ بينما النسبة العامة  40% منهم كانوا عاطلين عن العمل ،وهي أقل لدى المرتبطين الإسلاموية أو القاعدة  حيث تبلغ 30% فقط.

3- خرافة الجهل وأنهم غير متعلمين ، بينما تشير الإحصائيات الى أن 36% يحملون الشهادات الجامعية ،  و 17.3% من الذئاب المنفردة المرتبطة الإسلاموية أو القاعدة هم جامعيون.

4- خرافة الإيديولوجية المحركة إذ ليس كلهم مسلمين أو يدعون الإسلام، ذلك أنّ 34% من العمليات مرتبطة باليمين المتطرف في أمريكا وأوروبا.

5- خرافة العزلة الاجتماعية، ليس كلهم معزولين اجتماعياً.

6- خرافة المفاجأة، والارتجال، والتهور، والمؤشرات تقول بأن 50% من العمليات مرتبة ومخطط لها بدقة مسبقاً. كما أن 11% منهم زار ساحات القتال في سوريا قبل تنفيذ عمليته الإرهابية( [23]).

7-خرافة عدم وجود الخبرة العملية، والمؤشرات تقول بأن 49% لديهم خبرات عسكرية فعليه أو خاصة.

8- خرافة أنهم أشخاص عاديون ، ومسالمين، أبرياء ؛ بلا خلفيات جنائية إجرامّية ؛ بينما  تبين أن 41% لهم خلفيات جنائية جرمّية . كذلك تشير بيانات مؤشر الإرهاب العالمي الذي أصدره “معهد السلم والتنمية عام 2017م الى أنه من خلال قاعدة البيانات التي يملكها حول 80 عملية ذئب منفرد  تبين أن 58% منهم كان لهم سجل إجرامي ([24]).

وهي نفس النسبة تقريبا التي ، توصل اليها المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في لاهاي في تقريره الأخير حول الإرهاب حيث تبين  أن 57% منهم هم من ذوي ماض إجرامي ولديهم سجلات لدى الشرطة. و8 في المائة فقط منهم تلقوا أوامر مباشرة من «داعش» أو من تنظيم إرهابي آخر لتنفيذ هذه العمليات. أما النسبة الأكبر، أي 92 في المائة، فكانوا من المتأثرين بدعاية «داعش»، أو من ذوي صلة غامضة بالتنظيم، أو من الذين تصرفوا بمفردهم مستوحين العبرة من الإرهابيين([25]).

9- خرافة الاعتدال وعدم التدين؛ تبين أن 79% كان معروف عنهم لدى عائلاتهم وأصدقائهم بأنهم ملتزمين بإيديولوجيات متطرفة.

10- خرافة سرية العمليات؛ تبين بأن 63,9% من العمليات كان عائلة وأصدقاء الذئب المنفرد  يعلمون أنه سينفذ عمله الإرهابي لأنه هو شخصيا أخبرهم بذلك .

ويتماهى مع هذه” الخرفات العشر” التي ذكرت ، ملاحظة مهمة وهي أنه يغلب على تناول هذه الظاهرة حالة من الاستخفاف والتقليل من خطورتها وشأنها ، خاصة على مستوى الخطاب الرسمي الحكومي المسكون بهاجس الخوف من إثارة هلع الجماهير العامة ، وأن كان أحياناً يستخدم مُنتج الصدمة والخوف والتخويف من إرهاب الذئاب المنفردة لغابات السيطرة والتحكم وتوجيه الراي العام ،وفي  السياسية والحملات الدعائية البرغماتية التي تخدم السياسة اليومية للأحزاب والمؤسسات المتصارعة أو المتنافسة خاصة في أوقات الانتخابات. حتى وأن كان مدير المخابرات الأمريكية السابق ليون بنيتا 2010م ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالية السابق روبرت مولر قد أشارا الى خطورة الظاهرة وأنها تهديد رئيسي محتمل  خاصة على الأمن  أمريكي)([26])

على هذا الصعيد ؛ يمكن أن نلاحظ أن عدداً من  الباحثين (جيتي كلاوسن ، اليكساندرا جونسون ، دافيد كارتنستين – روس ،نثينال بار ،جين إيسترلي ، جوشوا جلتزر) يقلّل من شأن الظاهرة ويصفها أحيانا ً”بالخرافة”([27] ) جهة أن هذا الإرهاب مرتبط بالجماعات الإرهابية وخاصة الإسلامية مثل القاعدة وداعش ، وأن هناك تسرع من قبل الصحفيين ووسائل الإعلام والباحثين بوصف العمليات الإرهابية خاصة تلك التي ضربت في أوروبا منذ 2016 على أنها ذئاب منفردة ([28]).

وعلى سبيل المثال يمكن أن نشير الى ادعاءات البرفسورة والباحثة دنماركية لأصل جيتي كلاوسن التي لقيت كتابتها اهتماما ملاحظا في وسائل الإعلام والصحافة حتى العربية* منها ؛ مُدّعية أن هذه “الخرافة الخطيرة يجب أن تُدحض ، وتجنبت استخدام كلمة “ذئب منفرد” بل استخدمت كلمة “طرف منفرد” وانهم لم يكونوا منفردين ؛إلا وقت تنفيذهم لعملياتهم الإرهابية وانهم مرتبطين بتنظيمات مثل داعش وغيرها من التنظيمات الإسلامية([29]) .

والأخطر من ذلك أنها تدعي (ومعها الباحثة اليكساندرا جونسون) أن تلك العمليات التي جرت في أوروبا ليست عمليات ذئاب منفردة ؛ بل هي عمليات “تمرد”(Insurgent) ونقل لتكتيكات التمرد المسلح الى شوارع أوروبا ؟ كما في مثال العراق ضد القوات الأمريكية بعد سقوط النظام 2003م ” ([30]).

أن مقاربة الإرهاب بشكل عام ؛ كأسلوب أو كجزء فرعي من أساليب الحرب التقليدية أو حرب العصابات  أو التمرد قديمة وتعود الى التسعينيات([31])، وأهمها كتابات بيرد أونيل مدير دراسات الشرق الأوسط ودراسات التمرد والثورة في كلية الحرب الوطنية في واشنطن  ([32]).لكن كل هذه الدراسات تؤكد على الاختلاف الكبير بين الظاهرتين رغم التقاطعات المتعددة بينهما([33]) .

في نفس الوقت فأن  الدراسات التي تؤكد  أن الظاهرتين مختلفتين  كثيرة خاصة في مجال الدراسات العسكرية و الأمنية الأمريكية ، حيث ينظر الى الإرهاب كظاهرة مختلفة عن التمرد المسلح، وأن كان يمكن مقاربته أمنياً وعسكريا كجزء فرعي من ظاهرة التمرد المسلح ([34])، وبعضها ممول من الحكومة ومراكز الدراسات المهمة مثل مؤسسة راند الأمريكية . ومعلوم في هذه الدراسات أنه في دراسة الإرهاب يمكن الاستشهاد بتنظيم القاعدة أو داعش ، أو حركة الفارك الكولومبية ،لكن في أمثلة التمرد المسلح  فهناك طالبان أفغانستان وحزب العمال الكردي في تركيا ،والحركة الماوية في نيبال ([35]).

وأظن ؛أن الكثير منّا يعرف معنى مصطلح “التمرد “(insurgency) (الذي يعود الى أصل باللغة اللاتينية يعود الى عام 1755م ويعني ثائر أو ثورة  )الذي استخدمه الأمريكان بتوسع لوصف المقاومة المسلحة العراقية  ضد القوات الأمريكية عقب سقوط النظام العراقي وانتهى بطريقة مأساوية باجتياح وتدمير مدينة الفلوجة العراقية بعد معركة الفلوجة الثانية عام 2004م.

وأعتقد أنّ توصيف(كلاوسن ، وجونسون) متطرفٌ، وخطيرٌ جداً ؛ إذ قد يؤدي الى نتائج كارثية في مسألة  مكافحة الإرهاب، جهة أنه يقضي على كل إمكانية لخطط وبرامج الدول لاستيعاب وإعادة تأهيل ودمج  الإرهابين التأبين مثلاً .لأن هناك فرقا ً كبيراً بين تكتيكات وأساليب التمرد أو المقاومة المسلحة – حتى بالتوصيف الأمريكي – وأساليب الذئاب المنفردة.

واستخدام أساليب مقاومة “التمرد المسلح” ضد الذئاب المنفردة يعني تحوّل المدن الأوروبية وغيرها من الدول الى ساحات حرب ودمار.

لقد سبق للباحث وخبير الإرهاب الأمريكي جيفري دي . سيمون  أن حذر من الاستخفاف بظاهرة الذئاب المنفردة خاصة جهة دراسة الظاهرة وكأنها لجماعات إرهابية منظمة بشكل جيد(كما تحاجج كلاوسن ) لأن هذا يقود “عادة الى الفشل والخطأ خاصة اذا انتهى بشن حرب بوحدات عسكرية ضخمة . في المقابل يدّعي بأن مكافحة إرهاب الذئاب المنفردة يشبه أكثر الممارسات والأساليب البوليسية التي تحارب عصابات المافيا الإجرامية أو تطارد الجرائم الفردية([36]).

ويحاجج بعض الخبراء الرسميين -تحديداً- في مكافحة الإرهاب بأن “إرهاب الذئاب المنفردة” انتهى بوجود تنظيم مثل داعش  الذي ينسب اليه الكثير من بناء الخرافة ” وأن تنظيم داعش لم يُطلق لجام الذئاب المنفردة ، بحجةِ  أن فلسفة التنظيم -أي التنظيم سياسي أو اجتماعي- تعني الذوبان في الجماعة أو الدولة ولا تعني الخروج عليها بأن يعمل منفردا ً ([37] ) .

وعلى الرغم من أن أعضاء -أو مؤيدين- لتنظيم داعش نشروا  كُتيب إرشادات باسم إرهاب الذئاب المنفردة ونشر على موقع تلغرام وفيه إرشادات متعددة من مواجهة حملات الاعتقالات الى كيفية مواجهة التحقيق ، الى أساليب الأمن( [38] ).فأنا اعتقد بأن نشر هذا الكتيب (الذي ينسب الى تنظيم القاعدة أصلاً وجرى تطويره وتحديثه)  لا يغير من حقيقة أن الذئاب المنفردين يعملون وحيدون وباستقلالية كبيرة.

وأنا أرى بأن هذه المقاربة (وهي أمريكية بالمناسبة ونشرت معظم مقاربتها في مجلة الفورين بوليسي ، والفورين أفيرز) محض استخفاف بالظاهرة ويأتي ضمن بيانات الدول والحكومات الرسمية لتقليل من شأن المخاطر والمخاوف التي لا يمكن التنبؤ ، أو السيطرة عليها كرعب إرهاب الذئاب المنفردة .

كذلك ؛ حاول بعض من الباحثين (مثل رفايلو بنتوشي) (كما هي عادة بعض الباحثين بتتبع جينولوجي الظواهر ) الادعاء  بأن الظاهرة ليست حديثة ،وأنه لطالما ارتكب أشخاص منفردين أعمال إرهابية أو شجّعوا عليها ([39]) .

ولعل فورة حركة البحث والنشر المعاصرة وخاصة في أمريكا والدول الأوروبية في الظاهرة تأكيد على ذلك خاصة وأن جل هذه الحركة كُرِسَّ لإرهاب الذئاب المنفردة في تنظيمات القاعدة وداعش .

وإذا كان هو حال دراسة الظاهرة في العالم ؛فأن الأسوأ هو حالة دراسة الظاهرة في العالم العربي ، حيث يقتصر الأمر – حسب معلوماتي – على إشارات عابرة وموجزات صحفية إخبارية موسمّية  لما ينشر في وسائل الإعلام العالمية خاصة عقب أي عملية إرهابية تنسب الى الذئاب المنفردة .

ولعل هذا ما يفسر الشكوى العامة من قبل الباحثين من قلة ،ونقص  أدبيات وأبحاث هذه الظاهرة في أدبيات الإرهاب العالمي  قبل ظهور تنظيم القاعدة وتنظيم داعش ( [40]) وتحديداً في عالمنا العربي والإسلامي ،  والتركيز على الجانب السلوكي من الظاهرة ،كما في عدد من الدراسات  (شرماك ،فريلش ، وسيمون 2010،كابلان 1997،رامون سباج 2010، ويتس وشورز1999،مايكل 2001، وليم 2011)

Chermak SM, Freilich JD, Simone J.2010, Kaplan J. 1997, Spaaij R. 2010, Waits C, Shors D. 1999. Michel L, 2001. Willman D. 2011([41]).

 

 

قد يبدو السبب في قلة الاهتمام بدراسة ظاهرة الذئاب المنفردة عائدٌ الى مقاربة الباحثين لظاهرة الإرهاب نفسها على أنها ” عمل جماعي ، ومنظم ،وضمن تراتبية” ([42]) كما في الجماعات والمنظمات، ولم يلتفتوا الى إمكانية الأفراد في تنفيذ أعمال متوحشة .وكل ذلك  لا يعني بأن الظاهرة خرافة .

ولعل أسوأ ما في الدراسات الغربية ؛ -خاصة الأمريكية –  هو انها تقارب المسألة من منظور ” الوضعية ” وبما يتناسب مع “المدرسة الواقعية” ، وذلك حينما تنظر الى الظاهرة كمرضٍ خطيرٍ ومعدٍ ؛ ولذلك من الضروري البحث له عن علاج مسكن على الأكثر ، دون البحث في العمق عن الأسباب،  لأنها  تنظر للمشكلة كنوع من “تقيم المخاطر” و” تحليل التكاليف “بالمعنى الاقتصادي الضيق وبما يفيد في آليات مكافحة الإرهاب وبرتوكولاته الجامدة التي عادة ما تتجلى في الخيار الأسهل و الأعنف بنفس الوقت؛  واقصد إعلان شن الحرب بالمعنى العسكري. وبالتالي المخاطرة بالانتقال الى إرهاب الدولة .

ومن الدراسات المهمة في هذا المجال في الدراسة  التحليلية – الكمّية  لظاهرة الذئاب المنفردة الإسلاموية في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية لــــ( سارة تيش) – الباحثة في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب خلال الفترة من 1990-2013م التي توصلت إلى أن هناك (5)اتجاهات مهمه في الظاهرة ، وهي[43] :

1- زيادة عدد الدول التي تعرضت لإرهاب الذئاب المنفردة خلال الفترة من 1990-2000.

2- زيادة عدد الأشخاص الذين قتلوا وجرحوا في هذه العمليات.

3- زيادة فعالية الأجهزة الأمنية الأمريكية في مكافحة إرهاب الذئاب المنفردة.

4- كثافة أو اتساق في توزيع الهجمات.

5- زيادة في عدد الهجمات التي استهدفت القطاعات العسكرية.

ولعل أول ملاحظة على هذه الدراسة –عدا عن نتائجها المهمة- هي أنها تدحض مبكرا ًمقولات الخرافة عن الظاهرة حتى وأن كانت قبل ظهور تنظيم داعش .

وفي دراسة كمّية  على غاية من الأهمية مهمة ؛-أشرت الى بعض الأرقام منها عند الحديث عن الخرفات العشر لإرهاب الذئاب المنفردة –وهي لكل من   (جيل. بي ، هوريجن . جي ، وديكارت . بي ، 2014م)([44]) تناولت حالة 119 عملية  في أمريكا وأوروبا الغربية ، بمقاربة تناولت الخصائص الاجتماعية –الديمغرافية ،  وليس فقط  العوامل السلوكية فقط التي تم تناولها في عدد من الدراسات . مثل: العمر ، نسبة 70% أعمارهم ما بين 21-30سنه  ، الجنس معظمهم ذكور(96.6%) ، العمل 40% منهم كانوا عاطلين عن العمل ، التعليم 8% يحملون درجة الدكتوراه ،و6% يحملون الماجستير ، و22% منهم يحملون درجات جامعية أو كليات عليا ،الوضع العائلي(50%منهم عزاب ، و24.5% متزوجون ) ، الروابط الأسرية 27.7% لديهم أطفال .) .

والسلوكيات التي سبقت تنفيذ عملياتهم الإرهابية ، حيث تبين أن ما نسبته 20% تحولوا الى الدين قبل تنفيذه أعمالهم الإرهابية ،وما نسبته 37.3% منهم  لتنظيم القاعدة  (سلوكه اليومي الروتيني ، مع الأخرين قبل تنفيذ العملية ،سلوك خاص بأسلوب التنفيذ ،ومن هم الذين استهدفهم ، أحداث سبقت التنفيذ ، خبرات عسكرية سابقة حيث تبين أن  26% منهم لديهم خبرات عسكرية ،و23%من هؤلاء لديهم خبرات عسكرية حربية فعلية ،وملفات جرمية وجنائية سابقة في الاعتقال والتوقيف أو الإدانة   تبين أن النسبة كانت 41.2%.

أما حول السلوكيات و الصحة النفسية فقد تبين أن ما نسبته 31.9% كان لديهم مرض نفسي واضطراب في الشخصية، ([45]).

وهل يختلف هؤلاء بناء على مبرراتهم الإيديولوجية ( حيث تبين أن 43% منهم كانوا متأثرين بتنظيم القاعدة، و34% باليمين القومي المتطرف ).

وتوصلت الدراسة الى(7)  نتائج هي :

1- ليس هناك “ملف رسمي” محدد للذئاب المنفردة.

2- يسبق تنفيذ العمليات الإرهابية خبرات ونشاط واسع ومكثف للذئاب المنفردة.

3- عدد كبير منهم (لكن ليس كلهم ) معزولين اجتماعين.

4- عادة ما يرتبطون بنشاطات يمكن اكتشافها وملاحظتها مع جماعات ضغط أوسع كالجماعات الإرهابية أو الحركات الاجتماعية.

5- نادراً ما تكون عمليات الذئاب المنفردة متهورة أو مفاجئة.

وذلك يظهر من خلال المؤشرات الكمية التي توضح أن 29% من الذئاب المنفردة قاموا “بعمليات وهمّية” سابقة للتدرب على عملياتهم قبل تنفيذها ،كما  أن 21% تلقّوا تدريب فعلي على استخدام الأسلحة ، و46% تعلموا من خلال المصادر المفتوحة .

والخطير في الأمر أن 50%منهم وجد في منازلهم وممتلكاتهم بالتفتيش من قبل الأجهزة الأمنية كتب ومنشورات و إرشادات عن كيفية صناعة المتفجرات.

6- هناك فروقات سلوكية  ملحوظة في إرهاب الذئاب المنفردة ،وبين الجماعات الفرعية  الإرهابية .

ويظهر ذلك من خلال تتبع إرهاب الذئاب حسب التقسيم الثلاثي للجماعات الإرهابية حسب الدوافع الأيديولوجية المحركة وهي:

1- اليمين المتطرف (وهو فعال في أمريكا وأوروبا الغربية وبعض دول إسكندنافية ) وبنسبة 34%.

2- القاعدة وتوابعها (لان الدراسة لم تشمل تنظيم داعش وغيره ) ونسبتهم 43%.

3- القضايا المحددة(حقوق الحيوان، معارضة الإجهاض، والدفاع عن البيئة ).ونسبتهم 18% ،علما بأن معظم هذا النوع من العمليات يتم في أمريكا وأوروبا الغربية وإسكندنافية .

كذلك فان هذا النوع يثير الكثير من الأسئلة من أهمها أن بعض الذئاب المنفردة هنا ربما تحركهم الأيديولوجيا وأفكارهم  وقناعاتهم الدينية خاصة في قضية معارضة الإجهاض  ([46]).

وتجدر الإشارة الى أن  مؤشر الإرهاب العالمي الذي يصدره “معهد الاقتصاد والسلام” يعتمد على تقسيم خماسي للدوافع التي تحرك الذئاب المنفردة يتكون من : 1- الأصولية الإسلاموية 2-الدوافع  الاقتصادية 3-القضايا المحددة 4-تفوق الأمة الآرية( اليمين المتطرف )  5- غير معروف الدافع ([47]).

وهذا يعني ضرورة التأكيد بأن إرهاب الذئاب المنفردة ليس واحداً ويحتاج مقاربات مختلفة خاصة في مسألة مكافحة الإرهاب.

فعلى سبيل المثال فأن ذئاب تنظيم القاعدة هم الأصغر سناً بمعدل 26سنة بينما العمر هناك 36سنه، والأكثر تعليماً بنسبة 17.3%جامعيون، بينما تبلغ النسبة عند ذئاب اليمين المتطرف 5%فقط، والقضايا المحددة 4.8% فقط .ونسبة من يعانون من تاريخ في الأمراض النفسية هي الأقل بنسبة 25% بينما تبلغ 52% عند جماعات القضايا المحددة، و30% عند ذئاب اليمين المتطرف. كذلك هم الأقل بطالة عن العمل بنسبة 30.8% بينما تبلغ نسبة البطالة عند ذئاب اليمين المتطرف 50% والقضايا المحددة 38%.

7- يعرف الجمهور عن معظم حوادث الذئاب المنفردة وعن شعورهم بالظلم ، وايديولوجيتهم المتطرفة ، ووجهات نظرهم في الفترة الزمنية قبيل ارتكابهم لعملياتهم الإرهابية.

ولقد تبين أن هناك نسباً عالية جداً من معرفة أو ادراك لنوايا هؤلاء سواء عبروا شخصيا عنها أو ظهرت عليهم ؛ فمثلاً 58.8% منهم عبروا سواء من خلال التصريحات العامة ، في الصحف أو الشعارات عن أفكارهم ،(ولكن ليس بالضرورة نية تنفيذ العمل الإرهابي)، قبل تنفيذ أعمالهم الإرهابية .  82.4% كان يعرف من قبل المحيطين بهم أنهم يعانون من الظلم ، و79% كان معروفين بالتزامهم بإيديولوجيا متطرفة ، والأخطر أن 63.9%  منهم كان يعرف لدى عائلته وأصدقائه بأنه سينفذ أعمال إرهابيه لأنه شخصيا أخبرهم شفويا بذلك ؟، و24% منهم كان لهم شركاء وعائلات ملتزمين مع جماعات متطرفة ساعدت في إلهامهم لتنفيذ إعمالهم الإرهابية. وهذه النقطة مهمة في قضية مكافحة التطرف العنيف والارهاب، وبرامج إعادة التأهيل والإدماج والرعاية اللاحقة ،  من حيث الأدوار التي يمكن أن يلعبها الأصدقاء والعائلة في هذا المجال .

حسب راي فأن كل هذه النتائج والدراسات الغربية تثبت حقيقة خطورة ظاهرة الذئاب المنفردة وتدحض في نفس الوقت مقولات الخرافة والتقليل من شأن الظاهرة وخطورتها على الأمن. وأتوقع؛  موجه عنيفة  من الهجمات في كافة الدول المصدرة” للمقاتلين الارهابيين الأجانب”(TFF) على المدى المتوسط والطويل خاصة بعد مرحلة الانتهاء من الحرب في العراق وسوريا.

المراجع 

[1]-عنوان المقالة هو عنوان لكتاب أعمل على إنجازه بنفس العنوان بتوسع حول الظاهرة ومستقبلها، ودراسة حالة عن إرهاب الذئاب المنفردة في الأردن .

[2] Jason Burke(2017), The long read The myth of the ‘lone wolf’ terrorist  ,   file:///C:/Users/SA2/Desktop/The%20myth%20of%20the%20%E2%80%98lone%20wolf%E2%80%99%20terrorist%20_%20News%20_%20The%20Guardian.html

[3]–  https://archives.fbi.gov/archives/sandiego/about-us/history/operation-lone-wolf

-*هذا الوصف الرسمي لأول ذكر لمصطلح الذئب المنفرد تحت وثيقة رسمية أمريكية من أرشيف مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي  تتكون من صفحة واحدة وصدرت عن  لمكتب التحقيقات الفيدرالية –فرع  مدينة سان ديجو الأمريكية-ولاية كاليفورنيا وقسم الشرطة فيها ونشرت على صفحة مكتب التحقيقات ولا زالت موجودة ،  تحت اسم “عملية الذئب المنفرد وتعود لشهر تشرين ثاني –نوفمبر لعام 1998 وتتحدث عن العمليات التي قام بها  الكساندر جيمس كورتيس تحديدا .

 

[4]–  – الشرفات، سعود، العولمة والارهاب: عالم مسطح أم وديان عميقة؟، دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع عمان الطبعة الأولى، 2011، ص40

 

[5] – Jason Burke(2017).

[6] – JO, THOMAS(1999), New Face of Terror Crimes: ‘Lone Wolf’ Weaned on Hate, http://www.nytimes.com/1999/08/16/us/new-face-of-terror-crimes-lone-wolf-weaned-on-hate.html

 

[7]– Hamm, M., & Spaaij, R. (2017). Identifying Commonalities among Lone Wolf Terrorists. In The Age of Lone Wolf Terrorism (pp. 13-22). New York: Columbia University Press. Retrieved from http://www.jstor.org/stable/10.7312/hamm18174.5.

 

[8]– Jason Burke (2017).

 

[9]– Greta E. Marlatt.(2016)( Compiled (Lone Wolf Terrorism – A Brief Bibliography, Created September 2013

Last Updated May 30, 2016, This compilation was prepared by the Homeland Security Digital Library,

Naval Postgraduate School, Center for Homeland Defense and Security, file:///C:/Users/SA2/Downloads/727224%20(1).pdf.   يمكن هنا مطالعة عدد من الدراسات والمقالات ورسائل الماجستير والدكتوراه حول الموضوع .

[10] – Matthew Feldman, The Age of Lone Wolf Terrorism, by Mark S. Hamm and Ramón Spaaij, June 15, 2017

https://www.timeshighereducation.com/books/review-the-age-of-lone-wolf-terrorism-mark-s-hamm-and-ramon-spaaij-columbia-university-pres

 

[11] Mark S. Hamm and Ramon Spaaij(2015)Lone Wolf Terrorism in America: Using Knowledge of Radicalization Pathways to Forge Prevention Strategies, This report has not been published by the U.S. Department of Justice. https://www.ncjrs.gov/pdffiles1/nij/grants/248691.pdf

[12] -ibid

[13] JAY WEAVER AND DAVID OVALLE,(2016) Terror enemy No. 1: Lone wolves like Orlando killer Omar Mateen, http://www.miamiherald.com/news/local/community/miami-dade/article83819372.html.

 

[14] – Rod Lyon and Stephanie Huang,(2015) Fifth wave terrorism: have predictions jumped the gun? https://www.aspistrategist.org.au/fifth-wave-terrorism-have-predictions-jumped-the-gun/.

 

[15]– David Rappaport, “The Four Waves of Modern Terrorism” in John Horgan and Kurt Braddock (eds), Terrorism Studies: A Reader (Routledge: New York, 2012).

 

[16]–  Anthony N. Celso, (2014) the Islamic State and Boko Haram: Fifth Wave Jihadist Terror Groups. https://www.psa.ac.uk/sites/default/files/conference/papers/2014/Jeffery%20Kaplan%205th%20Wav%20e%20of%20Terror%20and%20Islamist%20Terror%20Movements_0.pdf.

 

[17] – Rod Lyon and Stephanie Huang(2015).

[18] – Jason Burke(2017).

[19] -DAVEED GARTENSTEIN-ROSS,(2014) WHAT DOES THE RECENT SPATE OF LONE WOLF TERRORIST ATTACKS MEAN?, https://warontherocks.com/2014/10/what-does-the-recent-spate-of-lone-wolf-terrorist-attacks-mean/

 

[20] The Institute for Economics & Peace (IEP) GLOBAL TERRORISM INDEX 2017 | Characteristics of Terrorists,.https://reliefweb.int/sites/reliefweb.int/files/resources/Global%20Terrorism%20Index%202017%20%284%29.pdf.pp69-70.

[21] – Ramón Spaaij (2010) The Enigma of Lone Wolf Terrorism: An Assessment, Studies in Conflict & Terrorism, 33:9, 854-870, DOI: 10.1080/1057610X.2010.501426.

 

[22] The Institute for Economics & Peace (IEP) GLOBAL TERRORISM INDEX 2017 | Characteristics of Terrorists,.https://reliefweb.int/sites/reliefweb.int/files/resources/Global%20Terrorism%20Index%202017%20%284%29.pdf.pp69-70.

[23] – The Institute for Economics & Peace (IEP)GLOBAL TERRORISM INDEX 2017 | Characteristics of Terrorists, pp.69-

[24] – The Institute for Economics & Peace (IEP)GLOBAL TERRORISM INDEX 2017.p69.

[25] “المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات(2017) الذئاب المنفردة” لا تزال الإستراتيجية المفضلة لدى تنظيم داعش, https://www.europarabct.com/%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A6%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%81%D8%B1%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%B2%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9

[26] -Pantucci Raffaello, A Typology of Lone Wolves: Preliminary Analysis of Lone Islamist Terrorists (London: the International Centre for the Study of Radicalisation and Political Violence, 2011).p.3.39.

[27] – Daveed Gartenstein-Ross and Nathaniel Barr(2016), The Myth of Lone-Wolf Terrorism, The Attacks in Europe and Digital Extremism, https://www.foreignaffairs.com/articles/western-europe/2016-07-26/myth-lone-wolf-terrorism.

 

[28]– Daveed Gartenstein-Ross(2017)  LoneWolves No More, The Decline of a Myth, https://www.foreignaffairs.com/articles/united-kingdom/2017-03-27/lone-wolves-no-more

 

[29]-Klausen, Jytte(2017) Why the London Attacker Was No Lone Wolf, Dispelling a Dangerous Myth, https://www.foreignaffairs.com/articles/united-kingdom/2017-03-24/why-london-attacker-was-no-lone-wolf.

-21 Klausen ,Jytte, and Johnson, Alexandra(2016) Lone Wolves No More, How ISIS’ European Cells Really Operate. https://www.foreignaffairs.com/articles/2016-03-29/lone-wolves-no-more

*- من المفارقات أن الكثير من وسائل الإعلام العربية والصحف العربية التي تناقلت حديث و ترجمة مقالة كلاوسن تحدثت عنها بدون تدقيق حتى في جنستها .وتحدثت عنها بصيغة المُذكر على أنها رجل؟!

[31] – Ariel Merari (2007) Terrorism as a strategy of insurgency, Terrorism and Political Violence, 5:4, 213-251, DOI: 10.1080/09546559308427227

[32] – O’Neill, Bard E. )1990( Insurgency and Terrorism: Inside Modern Revolutionary Warfare. Washington,

D.C.: Brassey’s, Inc. And Bard E. O’Neill(2005 )Insurgency and Terrorism: From Revolution to Apocalypse, Second Edition, Revised

 

[33]،ص.41-42. – الشَرَفات، سعود (2011)

[34] – H. Thomas Hayden (2007), Insurgents vs. Terrorists vs. Guerrillas. https://usiraq.procon.org/sourcefiles/InsurgentsvsTerrorists.pdf.and, Michael F. Morris,(2005) AL-QAEDA AS INSURGENCY, USAWC STRATEGY RESEARCH PROJECT, U.S. Army War College,p1-10.

[35] – Paul K. Davis, Eric V. Larson, Zachary Haldeman, Mustafa Oguz, Yashodhara Rana(2012), Understanding and

Influencing Public Support for Insurgency and Terrorism, RAND National Defense Research Institute http://www.dtic.mil/dtic/tr/fulltext/u2/a562875.pdf.p

[36] – JEFFREY D. SIMON(2016) Foreword by Brian Michael Jenkins, Lone Wolf Terrorism

UNDERSTANDING THE GROWING THREAT, https://www.penguinrandomhouse.com/books/231007/lone-wolf-terrorism-by-jeffrey-d-simon/9781633882379/

 

[37]– Jen Easterly and  Joshua A. Geltzer (2017) The Islamic State and the End of Lone-Wolf Terrorism, http://foreignpolicy.com/2017/05/23/the-islamic-state-and-the-end-of-lone-wolf-terrorism/.

 

[38]  – Shane Dixon Kavanaugh and Gilad Shiloach, ISIS Handbook Uncovered: Lone Wolf Terrorism For Dummies

Supporters of ISIS have put together a handbook designed to teach aspiring terrorists how to strike. http://www.vocativ.com/293479/isis-fans-present-lone-wolf-terrorism-for-dummies/

 

[39] – Pantucci R. A typology of lone wolves: preliminary analysis of lone Islamist terrorists. Report for the International Centre for the Study of Radicalisation and Political Violence, 2011.p,2; http://icsr.info/wp-content/uploads/2012/10/1302002992ICSRPaper_ATypologyofLoneWolves_Pantucci.pdf.

 

[40] – Ibid.p4

[41] – Teich, Sarah (October 2013). “Trends and Developments in Lone Wolf Terrorism in the Western World”. International Institute for Counter-Terrorism. Retrieved 23 March 2016. file:///C:/Users/SA2/Downloads/Lone%20Wolf%20-%20Sarah%20Teich%20-%202013%20(1).pdf. and, Hamm Mark, “Ramon Spaaij. Understanding Lone Wolf Terrorism: Global Patterns, Motivations and Prevention,” review of Understanding Lone Wolf Terrorism: Global Patterns, Motivations and Prevention, by Ramon Spaaij. Perspectives on Terrorism 6, no. 4 (2012).

 

[42] – Pantucci R,p4-5

[43]–  ibid-p.3.

[44] -Gill, P., Horgan, J. and Deckert, P. (2014), Bombing Alone: Tracing the Motivations and Antecedent Behaviors of Lone-Actor Terrorists, J Forensic Sci, 59: 425–435. doi:10.1111/1556-4029.12312. http://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1111/1556-4029.12312/full.

[45]– ibid.

[46] Christopher Hewitt (2014) Jeffrey D. Simon. Lone Wolf Terrorism: Understanding the Growing Threat, Terrorism and Political Violence, 26:2, 390-391, DOI: 10.1080/09546553.2014.881675.

 

[47] – The Institute for Economics & Peace (IEP)GLOBAL TERRORISM INDEX 2017.p69- 70.

 


About Author

Saud Al-Sharafat ,Phd https://orcid.org/0000-0003-3748-9359 Dr. Al-Sharafat is a Brigadier-General (Ret), Jordanian General Intelligence Directorate (GID). Member of the National Policy Council (NPC), Jordan, 2012-2015. The founder and director of the Shorufat Center for Globalization and Terrorism Studies, Amman. His research interests focus on globalization, terrorism, Intelligence Analysis, Securitization, and Jordanian affairs. Among his publications: Haris al-nahir: istoriography al-irhab fi al-Urdunn khelall 1921-2020} {Arabic} {The River Guardian: the historiography of terrorism in Jordan during 1921-2020}, Ministry of Culture, Jordan, www.culture.gov.jo (2021). Jordan, (chapter)in the Handbook of Terrorism in the Middle East, Insurgency and Terrorism Series, Gunaratna, R. (Ed.), World Scientific Publishing, August 2022, 47-63 https://doi.org/10.1142/9789811256882_0003. Chapter” Securitization of the Coronavirus Crisis in Jordan, “Aslam, M.M., & Gunaratna, R. (Eds.). (2022). COVID-19 in South, West, and Southeast Asia: Risk and Response in the Early Phase (1st ed.). Routledge. https://doi.org/10.4324/9781003291909

Leave A Reply