التطرف الديني ظاهرة عالمية

0

 

 

 

 

أعتقد أن المقاربة  التي تدعي أن الشباب الذين تجذبهم الجماعات الدينية المتطرفة والارهابية أو ينتمون لهذه التنظيمات يتعرضون لغسل دماغ أو أنهم فقراء معدمون لا يجدون قوت يومهم وعاطلون عن العمل أو مهمشون؛ هي مقاربة  مظللة وخاطئة تنزع عنهم الحافز والإدارة والتخطيط وحرية الإرادة والعقلانية. ولا تساعد أبدا في فهم وتحليل أسباب توجه الشباب للتطرف الديني ثم الإرهاب؛ وتضر بروح الإسلام وفهمه ولا تنفعه .ولقد أشرت الى ذلك في كتابي ( الارهاب العالمي والتطرف : صراع الظواهر وتضارب المسلمات في ظل العولمة ) الذي صدر مؤخرا عن دار الأهلية للنشر والتوزيع عمان-الأردن -2016.

ويلاحظ في منطقة الشرق الأوسط وفي  ظل حقبة العولمة الحالية ؛ وأبرز تجلياتها ثورات الربيع العربي أن التطرف والإرهاب العالمي يرتديان حلة إسلامية تمتد وتتشابك خيوطها وتكاد أن تصل كل مكان في  العالم، حيث التطرف والإرهاب الذي يتخذ الإسلام واجهة له يضرب من آسيا إلى إفريقيا إلى (أوروبا) إلى (أمريكا) الى استراليا مركزاً على ما يسمى بالدول الفاشلة أو الهشة والأطراف والأركان البعيدة والرخوة كحواضن له، هذا  رغم أن بعضهم يصر على القول أن المسلمين وقد تجاوز عددهم (1,62) مليار مسلم أي ما نسبته (23%) من سكان العالم لا يمثلون مجموعة موحدة، ولهم وجهات نظر مختلفة لمقاربات الحياة؛ وأن ظاهرة الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا) مبالغ فيها.

طبعا؛ هذا لا يعني بحالٍ من الأحوال أن ليس هناك غلو وتطرفات دينيه أخرى غير الإسلام، بل هناك أطياف واسعة من أشكال التطرف في مختلف الديانات المسيحية واليهودية والديانات الشرقية خاصة الهندوسية في الهند  من خلال   متطرفين هندوس يعتنقون عقيدة تسمى الهندوتفا (الأيديولوجية القومية الهندوسيه( ،  التي باتت تتقاسم “الفضاء العام” للحياة والدين في الحقبة الحالية من العولمة .

فهذا رئيس وزراء الهند الحالي 2015  ناريندرا مودي( من حزب بهارتيا جاناتا القومي المتطرف ) والذي ظهر على محرك البحث غوغل في قائمة اخطر10 مجرمين الى جانب جورج بوش الابن واسامة بن لادن ورجل العصابات المافيا آل كابوني(،  يصف مقتل المسلمين في أعمال الشغب عام 2002 في مقابلة مع وكالة انباء Screen Shot 2015-08-19 at 7.31.24 PMرويترز،  على أنه مثل “جرو” دهسته سيارة في طريق سريع [1].

وهذا القس (الأمريكي) (جون هاغي) متطرف مسيحي صهيوني ومؤسس المسيحيون المتحدون من أجل إسرائيل الذي ترعاه كنيسته الضخمة و شبكته الإعلامية في (تكساس) يدّعي   أن مرض (إيبولا) هو عقوبة إلهية لتقسيم القدس التي يرعاها الرئيس (الأمريكي باراك اوباما)، أما القس (الأمريكي) (رون بيتي) فعلل ظهور مرض (إيبولا) بالسماح للمثليين بالزواج في بعض الولايات الأمريكية؟ . وكل هذا قريب من أدعاء  البعض في الاردن بأن سبب الهزة الارضية التي تعرض لها البحر الميت كان بسبب مهرجان جرش اب 2015.

[1]   يركاش ، سيدرك ،   2014 ، تسيس الدين الهنوسي في الهند ، على موقع  : https://www.opendemocracy.net/openglobalrights/fr-cedric-prakash-sj/


About Author

Saud Al-Sharafat ,Phd https://orcid.org/0000-0003-3748-9359 Dr. Al-Sharafat is a Brigadier-General (Ret), Jordanian General Intelligence Directorate (GID). Member of the National Policy Council (NPC), Jordan, 2012-2015. The founder and director of the Shorufat Center for Globalization and Terrorism Studies, Amman. His research interests focus on globalization, terrorism, Intelligence Analysis, Securitization, and Jordanian affairs. Among his publications: Haris al-nahir: istoriography al-irhab fi al-Urdunn khelall 1921-2020} {Arabic} {The River Guardian: the historiography of terrorism in Jordan during 1921-2020}, Ministry of Culture, Jordan, www.culture.gov.jo (2021). Jordan, (chapter)in the Handbook of Terrorism in the Middle East, Insurgency and Terrorism Series, Gunaratna, R. (Ed.), World Scientific Publishing, August 2022, 47-63 https://doi.org/10.1142/9789811256882_0003. Chapter” Securitization of the Coronavirus Crisis in Jordan, “Aslam, M.M., & Gunaratna, R. (Eds.). (2022). COVID-19 in South, West, and Southeast Asia: Risk and Response in the Early Phase (1st ed.). Routledge. https://doi.org/10.4324/9781003291909

Leave A Reply