بحث في نظرية النظام العالمي / ايمانويل فالرشتاين

0

 

هل نحن بحاجة الى نظريات جديدة في العلاقات الدولية ؟

تعريف :

نظرية النظام العالمي الحديث : نظرية ذات جذور ماركسية- لينينية – حيث كان لنقد الإمبريالية أثر كبيراً فيها .

ويعتقد أصحاب النظرية ومن أهمهم فالرشتاين الذي طور أسلوباً راديكالياً لفهم العلاقات الدولية. بأن السياسية العالمية والأحداث الاجتماعية تتحرك ضمن إطار نظام- عالمي يسوده منطق الرأسمالية العالمية.ويجب أن تخضع للتحليل ضمن هذا السياق الذي يتسم بالترابط ,”والمسلمة الكلانية” ,”وذاتية الاحتواء” ,وعليه فأن المناطق المختلفة للاقتصاد العالمي مترابطة بعلاقة استغلالية: من قبل الأغنياء والأقوياء في دول الصناعية المتقدمة في (المركز),للفقراء والضعفاء في دول المتخلفة في العالم الثالث (الأطراف وشبه الأطراف).

 

لقد كان هناك إدراك واسع في الأوساط الأكاديمية  للتسارع الحاصل في العالم منذ أن اكتشف (ماركس)  في كتابه رأس المال حتمية اشتداد التناقضات الاجتماعية والاقتصادية الداخلية للرأسمالية  .

وترافق مع ذلك ادراك وتقدير اكثر  للتفاعلات المتبادلة بين البلدان الرأسمالية المتقدمة (دول المركز) والبلدان المستعمرة وشبه المستعمرة (دول الأطراف وشبه الأطراف) أو الجنوب أو دول العالم الثالث منذ أن ظهرت هذه التسمية في الأربعينيات من هذا القرن, (التي اصبح منطق التراكم الرأسمالي يخضها لسيطرته .

 

ثم جاء( فلاديمير لينين )وطوّر ما اصبح يعرف  بالإمبريالية –من خلال كُتيبّه “الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية”1916م. الذي ركز فيه  على التناقضات التي تحدثها الظاهرة بين البلدان الرأسمالية المتقدمة (المركز) نفسها, بمعنى أن النظرة كانت أحادية الجانب باقتصارها على دول المركز.

لكن أحداث عالمية وتطورات على المسرح الدولي جرت فغيرت المشهد ,كبروز حركات التحرر ,ونهوض دور الدول المستقلة بعد الاستعمار, وانطلاق ثورات العالم الثالث (الأطراف, وشبه الأطراف –بعد الحرب العالمية الثانية) ,وكان أن التقط الزعيم الصيني ماوتسي تونج وغيره هذه التداعيات وأسس عليها.

وتنتصب أمام الباحثين والمهتمين بنظريات العلاقات الدولية مهمات غاية في الصعوبة ووعورة المسالك في ظل التسارع الكبير والواسع للأحداث العالمية التي اتسمت بتأثير من سيرورة العولمة بالصراع الشديد , والتسارع ، والتماهي مع بعضها البعض بشكل غير مسبوق ,بحيث اصبح تلمس وعزل الشأن الاقتصادي ,عن السياسي ,أو الاجتماعي أو الثقافي وفصل متغيراته عن بعضها البعض ضرباً من المستحيل ,وان تم فأن نصيبه هو التهافت والخسران.

ولقد سعى أصحاب المناهج الوضّعية, وما بعد الوضعية, لبناء نظرية تساعد المهتمين والباحثين, والسياسيين لفهم الواقع الحالي أو التنبؤ به كلٌ حسب وجهة نظره وتحليله للأمور.

وفي عالمٍ عدد سكانه(لتقديرات مستقلة عن صندوق الأمم المتحدة للسكان، تجاوز عدد سكان العالم 7 مليار في 31 أكتوبر(50%) منهم يقطنون المدن فيما سيصل المستوى العالمي 60% بحلول عام 2030م, يبدو الخلاف في وجهات النظر لا بل التناحر والتصادم شيئاً من المسلمات.

وتتسم بعض النظريات بنوع من الإجرائية, والعمّلية إلى درجة إمكانية وصفها بالحتمية أو الجبرية والغائية. بمعنى أن ينسب إلى الأحداث معنىً ما، أو غرضٍ ما.

ولقد جاءت نظرية النظام العالمي لـ فالرشتاين والتي  عبرت عنها كتاباته منذ صدور المجلد الأول لكتابه النظام العالمي الحديث عام 1974م ,كفتح جديد في حقل العلاقات الدولية, وتغيرٍ جديدٍ في الكثير من المسلمات.

وعبر الاتكاء على ارثٍ ماركسي-لينيني, سبقه إليه العديد من المنظرين الماركسيين وغير الماركسيين, والماركسيين الجدد ضمن ما يسمى بمنظري مدرسة التبعية, استطاع فالرشتاين بناء إطار نظري يتسم بالكلاّنية لدراسة العلاقات الدولية وبحثها في إطار بنية الرأسمالية العالمية.

تعريفات أخرى :

  • مدرسة التبعية: وتعني إطاراً واسعاً من الأعمال المتأثرة بالفكر الماركسي والقومي والتي طورها عدد من الباحثين خاصة المنتمين لدول العالم الثالث في أمريكا اللاتينية ,من منظور راديكالي لدراسة طبقة الرأسمالية العالمية,ويأتي ضمن هذا الإطار أعمال المدرسة الاعتمادية     (Dependencia School) والتي تأثرت بســـــلوكية المنظر الامريكي جيمس  روزنانيو, ومن المنظرين البارزين في هذه المدرسة :,راؤول باربيش,وكاردوسو وكريستوفر تشايس-دن.
  • والمدرسة البنيوية التي يمثلها وولتر رودني,يوهان غالتونغ,وأرغيري ايمانويل. والتبعية القسرية بمعنى أن التبعية ظرف دائم لا مهرب منه إلا بالهروب من النظام الرأسمالي “وفك الارتباط به” ومن أهم منظريها:سمير أمين,بول باران,واندريه جوندر فرانك,وثينتوس دوس سانتوس.

هذا ويمكن النظر إلى مدرسة الحوليات الفرنسية(Annales school) وهو الاسم الذي يطلق على  مجموعة من البحاثة المرتبطين بالدورية الفرنسية (حوليات) التاريخ الاقتصادي الاجتماعي ,وركزت هذه المدرسة على التغيير الاجتماعي طويل المدى,ومن أهم منظريها فيرناند بردويل,مارك بلوخ,ولوسين فيبر,كجسر يربط ما بين تأثير مدرسة التبعية بأطيافها المختلفة ونظرية النظام العالمي الجديد,خاصةً جهة التأثير الكبير لفرناند بروديل على مجمل الإنتاج الفكري والنظري لفالرشتاين .

 

أما حالة التبعية  فيعرفها    (دوس سانتوس) أحد أهم المنظرين المحدثين”لمدرسة التبعية في أمريكا اللاتينية بأنها:

“حالة يتجدد فيها مسار اقتصاديات عدد من الدول بالتطور والتوسع في اقتصاد آخر تتبع له الاقتصاديات الأولى,إن العلاقات المتبادلة بين اقتصاديين آو اكثر وبين هذه وبين العالم تأخذ طابع التبعية عندما تستطيع بعض الدول (المسيطرة المراكز) أن تتوسع وان تعتمد على ذاتها , بينما الدول الأخرى(التابعة) لا تحقق ذلك إلا كانعكاس لهذا التوسع الذي قد يكون له آثار إيجابية آو سلبية على تسميتها المباشرة” .

 

 


About Author

Saud Al-Sharafat ,Phd https://orcid.org/0000-0003-3748-9359 Dr. Al-Sharafat is a Brigadier-General (Ret), Jordanian General Intelligence Directorate (GID). Member of the National Policy Council (NPC), Jordan, 2012-2015. The founder and director of the Shorufat Center for Globalization and Terrorism Studies, Amman. His research interests focus on globalization, terrorism, Intelligence Analysis, Securitization, and Jordanian affairs. Among his publications: Haris al-nahir: istoriography al-irhab fi al-Urdunn khelall 1921-2020} {Arabic} {The River Guardian: the historiography of terrorism in Jordan during 1921-2020}, Ministry of Culture, Jordan, www.culture.gov.jo (2021). Jordan, (chapter)in the Handbook of Terrorism in the Middle East, Insurgency and Terrorism Series, Gunaratna, R. (Ed.), World Scientific Publishing, August 2022, 47-63 https://doi.org/10.1142/9789811256882_0003. Chapter” Securitization of the Coronavirus Crisis in Jordan, “Aslam, M.M., & Gunaratna, R. (Eds.). (2022). COVID-19 in South, West, and Southeast Asia: Risk and Response in the Early Phase (1st ed.). Routledge. https://doi.org/10.4324/9781003291909

Leave A Reply